بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله –صلى الله عليه وسلم – وبعد :
أيها الأخوة والأخوات
: أحيكم بتحية إسلامنا العظيم
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
نتعجب كثيراً حينما نسمع كلمات مغلوطة ومفاهيم خاطئة في حق المسجد الأقصى المبارك ومن خلال مقالي هذا سأبيّن بإذن الله كل واحد من المفاهيم المغلوطة وأصححها كما وسأبين هدف اليهود من تعزيز هذه المفاهيم الخاطئة والتي يحاولون تكرارا ومرارا أن ينشروها في وطننا الإسلامي والعربي ونحن في غفلة ومازلنا نغط في سبات عميق
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
و من المفاهيم الخاطئة التي نشرها اليهود ويحاولون تعزيزها في عالمنا الإسلامي :
أولا :حائط المبكى
الذين يسميه اليهود لعنة الله عليهم بهذا الاسم
ولكن اسمه الحقيقي هوحائط البراق
وقد سمي هذا الحائط بحائط البراق لان الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ربط دابته في هذا الحائط وكان اسم دابته البراق فسمي بحائط البراق نسبة إلى دابة الحبيب محمد –صلى الله عليه وسلم –
فالحقيقة أن هذا الحائط اسمه البراق ولكن اليهود لعنة الله عليهم أتوا بهذا الاسم الخرافي (( حائط المبكى )) لكي ينقصوا من قدسيته وأهميته لدى المسلمين .
فالموسوعة اليهودية تدعي أن حائط البراق هو جزء من جدار جبل الهيكل الذي ظل معطلا منذ تدميره الثاني في العام سبعين للميلاد ،وأنه أضحى من أكثر الأماكن قدسية في العادات والشعائر اليهودية ،وتعترف الموسوعة اليهودية أن جميع بقايا المعبد قد محيت تماما عبر الزمن ،فيما لم تكن واضحة بالنسبة لليهود جهة العبادة ،واستنادا إلى تفسيرات يهودية مختلفة يعتبر الجزء المجاور للبوابة الغربية هو الجزء الأكثر قداسة كونه لم يتعرض للهدم كباقي أجزاء الحائط الأخرى.
وعموما تقدم الموسوعات التي يضعها اليهود والصهيونيين نصوصا متميزة تمتلئ بالدعاوى المغرضة والتضليلية دون مبالاة بوقائع التاريخ وحقائقه ومعطياته الأثرية .
ثانيا : وأيضا من المفاهيم الخاطئة هي تسمية المسجد الأقصى بالحرم :
نجد هذا المفهوم الخاطئ منتشر عند كثير من المسلمين فيطلقون على المسجد الأقصى اسم الحرم
فهلالمسجد الأقصى حرم ؟؟
هذا السؤال يخطر في الأذهان دائماً، وخاصة عندما يفاجأ المرء بأن الحكم الشرعي عدم جواز هذه التسمية، والواجب أولاً في هذه النقطة معرفة أن المسجد الأقصى المذكور في القرآن الكريم ليس هو المسجد ذو القبة السوداء الذي أصبح معظم الناس يظنه هو المسجد الأقصى المبارك،
وإنما منطقة المسجد الأقصى المبارك الحقيقي تشمل كل ما يسمى الآن (بالخطأ) اسم (الحرم القدسي الشريف)، شاملة قبة الصخرة المشرفة وغيرها..!! وكلمة (الحرم)لا يجوز أن تطلق على المسجد الأقصى المبارك لأنه ليس حرماً ولا تسري عليه أحكام الحرم، ولا حرم في الإسلام إلا مكة والمدينة فقط..!!
وقد شاعت تسمية المسجد الأقصى المبارك بالحرم عند عامة الناس في ديار فلسطين وعند بعض الكاتبين المعاصرين فنجدهم يطلقون على المسجد الأقصى الحرم . وهذه التسمية غير صحيحة لأن المعلوم عند أهل العلم أنه لا يوجد عند المسلمين إلا حرمان وهما حرم مكة وحرم المدينة وهذا باتفاق أكثر العلماء، وأضاف الشافعية حرماً ثالثاً وهو وادي (وج) قرب الطائف ولكن دليلهم في ذلك ضعيف.
فإذن لا يصح إطلاق اسم الحرم إلا على الحرم المكي والنبوي فقط وغير ذلك فهو ليس حرم
فلننبه الناس بهذه النقطة لأن الكثير يتلفظ بهذا المفهوم الخاطئ فلا يجوز تسمية المسجد الأقصى بالحرم .
ثالثا : من المفاهيم الخاطئة والشائعة بشكل كبير هي تسمية منبر نور الدين زنكي بمنبر صلاح الدين الأيوبي وهذه التسمية خاطئة .
لأن المنبر من أمر ببنائه هو نور الدين محمود زنكي , لكن المنية وافته قبل أن يحضره إلى المسجد الأقصى فلما انتصر صلاح الدين على الفرنجة وعادت القدس وعاد المسجد الأقصى إلى المسلمين أمر صلاح الدين بإحضار هذا المنبر من حلب ووضعه في داخل الجامع القِبلي حتى يكون منبرا للمسجد الأقصى .
فحقيقة فهو أعظم وسيلة في الدّعوة إلى الله ، وقد تعب عليه نور الدّين ليليق بمقام الأقصى ، فكل العيون تنظر إليه وكل القلوب تهفو إليه فكان لا بدّ للنّاظر والسّامع أن يعيش حالة الإقبال على الله لا الإدبار .
ولا نريد أن ندخل في التفاصيل عن ذلك المنبر ولكن الذي نريد أن نعرفه أن هذا المنبر اسمه منبر نور الدين محمود زنكي وينسب إليه وليس منبر صلاح الدين الأيوبي.
رابعا : وآخر تلك المفاهيم الخاطئة التي سنتناولها هو إسطبلات سليمان و اسمه الحقيقي المصلى المرواني :
لا أدري من أين أتى الصهاينة بهذا الاسم المزوّر)) إسطبلات سليمان ))
فغرضهم من هذا التحويل هو طمس الهوية الفلسطينية وطمس المقدسات الإسلامية في مدينة القدس .
فالمصلى المرواني هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك وهو يقع أسفل الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى
ونسب الصليبيون اسم إسطبلات لسليمان، اعتقادًا منهم أن الموقع يعود لفترة النبي سليمان عليه السلام، وحولوا المكان فعلا زمن احتلالهم للقدس إلى إسطبلات لخيولهم ومخزنا للذخائر الحربية ومن هنا يعتقد كثير من الناس أن هذا المكان من بناء سيدنا سليمان عليه السلام، وهذا من التلبيس الذي يستعمله اليهود. ويأتي الاستعمال تحت اسم"اورفوت شلومو" (إسطبلات سليمان) حتى تنسب لهم فيما بعد، لتكون شاهدًا على وجودهم على هذه البقعة منذ الأزل. ولكن الحقيقة التي لابد أن تُعرف أنه المصلى المرواني الذي بناه الأمويون وكانوا يسمونه بالتسوية الشرقية نسبة للتسوية المعمارية التي بناها الأمويون في ذلك الموقع ليتسنى لهم بناء المسجد الأقصى على أرضية مستوية وأساسات متينة
هذه توضيحات لبعض المفاهيم المغلوطة التي يحاول أعداؤنا نشرها من أجل طمس الهوية الإسلامية في القدس والأقصى ومن أجل الاستيلاء على مقدساتنا الغالية على قلوبنا جميعا .
فلنحذر الناس من هذه المفاهيم المغلوطة ونعدل لهم المفاهيم ونعطيهم المفاهيم الصحيحة
وختاما : نسأل الله العلي العظيم أن يحرر المسجد الأقصى وأن يحفظ لنا مقدساتنا وأن ينتقم لنا من أعدائنا إنه القادر على كل شيء .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته